ممداني يا العمدة و عليك يطيح الندى
فوز زهران ممداني برئاسة نيويورك ماشي غير تغيير أسماء، بل زلزال سياسي. شاب مسلم من أصل مهاجر رجّع السياسة لمعناها الإنساني، وسبق القيم على المال. الجيل الجديد فـأمريكا قالها بصوت عالي: المستقبل ديال العدالة، ماشي ديال اللوبيات.

البارح نعست مدينة نيويورك من بعد مفاجأة سياسية : فوز زهران ممداني، الشاب الأميركي من أصل أوغندي-هندي، بمنصب عمدة المدينة، متفوقاً على السياسي المخضرم أندرو كومو، اللي كان كيمثل الصوت ديال المؤسسة والمال والنفوذ. فهاد الفوز، ماشي غير تبدال ديال الأسماء، ولكن تحول تاريخي فالمشهد الديمقراطي الأميركي، خصوصاً وأن ممداني كيحمل مشروع اشتراكي تقدمي، وكيجي فزمان فيه واشنطن مزالة خاضعة للّوبيات المالية والصهيونية.
فبعيداً عن الضجيج ديال الحملة، والاتهامات اللي طالت ممداني بمعاداة السامية، الحقيقة هي أن نيويورك اختارت المستقبل على الماضي. اختارت شاب كيهضر بلغة الناس، كيركب المترو، وكيهضر على السكن والنقل والعدالة الاجتماعية، ماشي على “وول ستريت أولاً”.
رسالة فوز ممداني كانت واضحة:
الجيل الجديد من الأميركيين ما بقاش كيشوف العالم بنفس العيون القديمة. شعارات ”أمريكا أولاً” ما بقاتش كتفهم بمعنى الانغلاق والعنصرية، ولكن بمعنى التحرر من التبعية للوبيات و التأثيرات الخارجية.مثلا بزاف ديال المؤثرين والمثقفين أعلنوا قبل الانتخابات أنهم غادي يصوتو ضد أي مرشح تابع لـ AIPAC، و دكشي لي وقع.
منذ 1886، ما عمر شي “outsider” قلب الموازين فمدينة نيويورك بحال ما دار ممداني.اليوم كيدخل التاريخ كأول مسلم وأول مهاجر إفريقي-آسيوي يوصل لرئاسة أكبر بلدية فمركان.
هاد الفوز ما كانش ساهل.
ترامب، إيلون ماسك، ووسائل إعلام ضخمة دارو عليه حملة تشويه غير مسبوقة، استعملو فيها كلشي من التخويف بالإرهاب إلى ربطو بحركات يسارية متطرفة. لكن المفارقة أن هاد الحملة جابت العكس: خلات الشباب يتحمّس، خلات الناس العاديين يحسو أن الصوت ديالهم ممكن يبدل شي حاجة.
و حتى وسط الجالية اليهودية، ممداني حصد قرابة النص من الأصوات، خصوصاً وسط الشباب التقدمي اللي رافضين الصهيونية وكيشوفو العدالة فـفلسطين جزء من العدالة فـأمريكا. وهنا كيبان أن الخطاب ديالو، اللي كان كيدافع على “المساواة القانونية والحق الدولي”، أكثر وقع من التعصب الفكري أو الديني.
سياسياً، البرنامج ديال ممداني طموح: نقل مجاني، تجميد الكراء، ضرائب على المليارديرات، بناء 200 ألف سكن اجتماعي، ورؤية جديدة لمدينة كتعيش تناقض بين أغنى أغنياء العالم وأفقر فقراء أمريكا.
لكن التحدي الكبير باقي قدامو: كيفاش يواجه تحالف المال والإعلام والبيروقراطية؟
مهم، الخلاصة الناس ما بقاتش باغية نفس الوجوه، ولا نفس الموازنات لي غالبيتها السكان ديال المدينة ضايعين فيها. فوز ممداني كيعني أن جيل جديد ديال الديمقراطيين كيصعد، كيحمل قضايا إنسانية، متعلقة بالمناخ، المساواة الطبقية، وكيواجه المؤسسة من داخلها. و ممكن أن الديمقراطين لي كانوا تالفين مؤخراً بتوجيه الطاقة ديالهم ال"wokism" غادي يفهموا أن الجيل الجديد لا يهمه واش سميتو "She" أو "he" و لكن همه هو الإصلاح و العيش الكريم في حقبة ولا كلشي فيها مقلوب.
في زمن كيتباع فيه القرار السياسي فبورصة اللوبيات ممداني جا وبدّل قواعد اللعبة و ربح غير حيت سبق القيم على المال و الأعمال.
و هادشي هو لي كي وآلو يولي القاعدة في المستقبل.
شبان لكم ؟


